لسنوات، كانت الزنازين المظلمة في سوريا جحيمًا للتّعذيب والتّجويع والقتل. اختفى الآلاف في هذه الشبكة الواسعة، ولم تُسمع أخبارهم مرة أخرى؛ بينما عاد العديد منهم مشوّهين ومكسورين.
في تحقيقٍ مذهل، كشفتْ صحيفة نيويورك تايمز عن العنف السّادي ووثّقت جرائم حرب ارتكبها نظام الرئيس بشار الأسد في غرف الرعب تلك.
وكانت البيانات المتعلّقة بالموتى والمفقودين قوّةً دافعة وراء القصة التي أنجزتها “آن بارنارد“، المديرة السابقة لمكتب التايمز في بيروت والمخضرمة في تغطية النزاعات المسلحة.
كتبَ “إسحاق شوتينر” من صحيفة نيويوركر عندما نُشرت القصة في أيار 2019: “يكاد يكون من المستحيل أن نوفي “بارنارد” حقّها لعمقِ عملها الصحفيّ والشرور التي وصَفَتها. وسألَ خلال جلسة أسئلةٍ مع صاحبة التحقيق عن كيفيّة جمع “الأرقام الكئيبة الصّادمة” عن التّعذيب والقتل.
ذكرت “بارنارد” أن “قرابة الـ 128,000 شخص لم يظهروا قط، ويُعتبرون موتى أو محتجزين، وفقًا للشّبكة السّورية لحقوق الإنسان، وهي مجموعةُ مراقبةٍ مستقلّة لديها الحصيلة الأدقّ. وقُتِل نحو 14 ألف شخص “تحت التّعذيب”.
في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول التحقيق، قالت “ضاعفنا جهودنا لتغطية القصة، حيث جمعتْ جماعات حقوق الإنسان بياناتٍ عن عشرات من مرافق التّعذيب وعشرات الآلاف من السّوريين المختفين وآلاف عمليّات إعدام للمعارضين المدنيين بعد محاكمات صورية”.
أمضى فريقها أسابيع في تركيا وألمانيا ولبنان يستمع إلى ذكريات النّاجين ويراجعها. وعندما بدأت تغطّي سوريا سنة 2012، كان الوضع مختلفًا.
“ركّزنا على جرائم الحرب الواضحة للعيان – تلك التي شهدناها شخصيًا أو تحققنا منها بسرعة من خلال الشّهود ومقاطع الفيديو … وعلى النّقيض من ذلك، كانت عمليات الاحتجاز والتّعذيب والإعدام تجري بعيدًا عن العيون في زنازين سرّية، لا تُسجَّلُ إلا في أذهان النّاجين”.
صورة لمركز مدينة حمص المدمَّر في سوريا. حمص ثالث أكبر مدينة في البلاد، كانت ساحة معركة مهمة في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. الصورة : Shutterstock
لعبت صحافة البيانات دورًا مهمًا في كشف الفظائع التي جرت في سوريا من خلال استخدام العلوم الجنائية الرقميّة المتقدّمة، وتحديد الموقع الجغرافي، وتقديم البيانات بشكل بصريّ وغيرها أدوات التكنولوجيا الفائقة الأخرى التي تحسّنُ دقّة وتأثير تقارير الحرب.
الإحصاءات الجديرة بالنشر حول الصراع متوفّرة على نطاق واسع، ولكن هنا يكمن التحدي: كيف يعرف الصّحفيون مجموعات البيانات الصحيحة التي يجب استخدامها؟ كيف يقيّمون مصادر البيانات وسط المصادر العديدة المتاحة؟ ما الذي يجب أن يبحثوا عنه؟
“البيانات الأكثر ليست بالضرورة بيانات أفضل. يجب أن نعرف مصدر البيانات، وما تحتويهه، وما لا تحتويه. يجب على الصحفيين ألّا يعاملوا كلّ البيانات كحقائق غير متحيّزة”، بحسب “أندرياس لوتو توليفسن”،كبير الباحثين في معهد أبحاث السلام في أوسلو، وهو معهدٌ مهم في مجال بيانات الصراعات.
تغطية الصراعات باستخدام البيانات
مراجعةُ بعض منتجي مجموعات البيانات التي تسجّل أحداث الصراع، ومراجعة تخصصاتهم تساعد على تضييق نطاق البحث. فيما يلي شرحٌ موجزٌ عن ثلاثة مشاريع واسعة النطاق لجمع البيانات، كثيرًا ما يُستشهد بها في تقارير وسائل الإعلام والدّراسات العلميّة. كما سنذكر أمثلة على كيفية استخدام وسائل الإعلام لمجموعات البيانات هذه للإبلاغ عن النزاعات المسلّحة وكيف تتعاون هذه المجموعات.
برنامج أوبسالا لبيانات النزاعات (UCDP): مجموعات بيانات خاصّة بالصراعات وحفظ السلام بما في ذلك اتفاقيات السّلام، والصراعات المسلحة داخل الدُّول، والنزاعات التي لا تقودها دول، والعنف من جانب واحد، وإنهاء النزاعات. UCDP يقدم مجموعات بيانات عن العنف المنظَّم وصنع السّلام، والتي يمكن تحميلها مجانًا من موقع UCDP. كما تتوفر مخططات توضيحية ورسوم بيانيّة وخرائط.
مجموعة بياناتِ مواقعِ النزاع المسلح وأحداثه (ACLED):توصف بأنها منصّة مفصّلة لجمع البيانات وتحليلها ورسم خرائط الأزمات. تجمع البيانات بالتوقيت الحيّ مثل المواقع والتّواريخ والجهات الفاعلة والوفيات وكل أنواع العنف السّياسي والاحتجاجات المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم. يمكن للمستخدمين استكشاف البيانات باستخدام لوحة معلومات تفاعلية. تعمل تحت شعار “توضيح الأزمة”.
معهد أبحاث السلام – أوسلو: يستكشف كيف تندلع الصراعات وكيف يمكن حلّها؛ ويبحث كيف تؤثّر أنواع العنف المختلفة على الناس ويدرس كيف تتعامل المجتمعات مع الأزمات. وتشملُ مشاريعُ البيانات جمعَ تواريخ بدء الصراع وانتهائه للمساعدة في دراسة مدّة العنف وإضافة أرقام عن الوفيات الناجمة عن القتال سنويًا. يتم سرد المشاريع البحثية النشطة في قائمة بالترتيب الأبجدي وتشمل عشرات المواضيع.
البيانات التي تجمعها هذه المجموعات مُلفِتة، وتكون مرعبةً في بعض الأحيان. كيف تتحوّل إلى تقارير إخبارية حقيقيّة؟ ما نوع القصص التي تساعد هذه البيانات على سردها؟
وقال “توليفسن”، الذي وصف نفسه بأنه دارسٌ للجغرافيا البشرية: “لدى الصّحفيين المسلّحين بالبيانات والتّجارب أداةٌ قويّة لإلقاء الضوء على القضايا، ويمكنهم أيضًا طرح الأسئلة الصّحيحة على صنّاع القرار. “غالبا ما تتحدّى البياناتُ الرّواياتِ أو توجِدُ أسئلةً ما كانت لتكون واضحة بدون البيانات. “
على سبيل المثال، يمكن أن تُظهرَ البياناتُ الاتجاهاتِ والخرائطَ والأنماطَ، مع تسليط الضوء على ما إذا كان العنف قد زاد أو قلَّ في منطقة الصراع، وكيف يرتبط ذلك بالظّروف على الأرض التي تؤثّر على المدنيين، مثل الهجرة أو اللاجئين. وأظهرت قصة تستند إلى بياناتACLED كيف شرّدَ الصراعُ في شمال موزامبيق أكثر من نصف مليون شخص.
وقد استخدمت بيانات معهد أبحاث السّلام بالاشتراك مع مصادر أخرى في تقرير صدر مؤخرا عن منظمة “إنقاذ الطفولة” بعنوان “أسلحة الحرب: العنف الجنسي ضد الأطفال في النزاعات”. وأظهرت الإحصاءات أن عدد الأطفال المعرّضين للخطر الآن يزيد بعشر مرات عما كان عليه قبل ثلاثة عقود عندما كان عدد الأطفال المعرّضين للخطر 8.5 مليون طفل.
الصورة : من منظمة “إنقاذ الطفولة”
تمّ تصنيف سوريا وكولومبيا والعراق والصومال وجنوب السودان واليمن على أن أطفالها هم الأكثر عرضةً لخطر العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والبغاء والحمل القسري، والتّشويه الجنسي، والتّعذيب الجنسي، على أيدي الجماعات المسلحة والقوات الحكوميّة وجهات إنفاذ القانون.
وقال “تولفسن” الذي يركّزُ عملُه على استخدام البيانات الجغرافية المكانيّة ونظم المعلومات الجغرافيّة لإجراء البحوث حول أسباب الصراع وعواقبه، “إن البيانات أداة قوية وتتحدّى فهمنا للعالم”.
وفي جهد تعاوني آخر، درس معهد أبحاث السّلام – أوسلو، الاتجاهات السّائدة في صراعات الشرق الأوسط بين عامي 1989 و2019 وقارنتها بالاتجاهات العالميّة، باستخدام بيانات UCDP. حلّل الباحثون تكرار النزاع، وقف إطلاق النار، واتفاقات السلام خلال الفترة نفسها.
وجدت الدراسة أنّه غالبية الصّراعات الأكثر دموية في العالم طوال السنوات العشر الماضي كانت في الشرق الأوسط، وكانت سوريا الأكثر دمويّة. تلعب البيانات أيضًا دوراً محوريًا في الأخبار العاجلة، مثل تأثير وباء كوفيد-19. مع انتشار الوباء، وفّرت صحافة البيانات معلومات مهمّة وموثوقة من خلال استخدام الخرائط والرسوم الغرافيكية والرّسوم البيانيّة التّفاعلية التي تشير إلى أعداد الإصابات والوفيّات.
استخدمت صحيفة واشنطن بوست بيانات ACLED لاستكشاف ما يلي: “هل يزيد وباؤ كوفيد-19 من خطر نشوب صراع عنيف؟” تم تتبُّع عدد أحداث النّزاع مع مرور الوقت لمعرفة ما إذا كانت الاتجاهات قد تغيّرت بعد أن أعلنت منظمة الصحّة العالميّة عن وباء عالميّ في مارس 2020، أو بعد إعلان الدول عن الإغلاقات.
في القصة، عرّفت الواشنطن بوست ACLED على أنّها “قاعدة بيانات تحسب عدد أحداث الصّراع يوميا في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لعامي 2019 و2020، اشتملت ACLED على أكثر من 100 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية – ويتتبّع ثلاث فئات من الصراعات العنيفة: المعارك، والعنف ضد المدنيين، والانفجارات/العنف عن بعد”.
وبحث مقالٌ نٌشر في حزيران/يونيو 2020 في صحيفة “ميل آند غارديان” في جنوب أفريقيا كيف غيّر الوباءُ أنماطَ السّلوك في أفريقيا.
“بعد تتبُّع النّشاط على مدى الأسابيع العشر الماضية، وجدت ACLED أن معدلات الصّراع ثابتة في جميع أنحاء القارة، ولكن أنماط العنف قد تغيّرت حيث استغلّت الجماعاتُ المسلحة والحكوماتُ الوباءَ لاتّخاذ خطوات على الأولويات السياسية”، بحسب مديرة ACLED، “كليوناد رالي“.
نُشِر إنفوجرافيك مفصَّل مع قصتها. إن إيجاد المصادر المناسبة لبيانات الصراع هو الخطوة الأولى. يمكن أن يكون تفسير المعلومات بشكل صحيح أمراً صعبًا. فيما يلي نصائح من الخبراء حول كيفية تحليل وتقييم الأبحاث للتأكّد من دقتها وموثوقيتها وإنصافها، وهي السمات المميزة للعمل الصحّفي الجيّد.
استخدمت صحيفة ميل آند غارديان في جنوب أفريقيا بيانات لإنشاء رسم بياني من ACLED لتتبع المراحل المبكرة لوباء كوفيد-19 وتأثيره على الصراع داخل القارة. الصورة: لقطة شاشة
تقييم بيانات النزاع
شاركت زميلة الأبحاث في جامعة هارفارد “كيلي م. غرينهيل“ في تأليف كتاب بعنوان “الجنس والمخدرات وأعداد الجثث: سياسة الأرقام في الجريمة والصراع العالميين” يتناول إساءة استخدام إحصاءات الصّراعات ويظهر أن الحسابات الخاطئة يمكن أن يكون لها “عواقب ضارّة وذات نتائج عكسية”.
فعلى سبيل المثال، قد يسهم الخطأ في إطالة أمد الحروب، أو إعطاء الحكومات ذريعة لعدم التحرُّك، أو إعطاء تقييمات مبهمة لنجاحات السّياسات أو إخفاقاتها في مناطق الصّراع.
ماذا يمكن أن يفعل الصحفيون القيام به لتقديم البيانات بالشكل الصحيح؟ قدّمتْ “غرينهيل” الأسئلة التالية التي ينبغي طرحها بشكل روتيني حول بيانات الجريمة والصراع:
1 – ما هي مصادر الأرقام؟
2 – ما هي التعريفات التي تعتمد عليها المصادر، وما الذي يجري قياسه بالضّبط؟
3 – ما هي مصالح أولئك الذين يقدّمون الأرقام؟
4 – ما الذي يمكن أن تكسبه أو تخسره هذه الجهات الفاعلة إذا تمّ قبول وتبنّي هذه الإحصاءات، أو في حال رُفضِت؟
5 – ما هي المنهجيّات المستخدمة في الحصول على الأرقام؟
6 – هل توجد أرقام متنافسة محتملة، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو المعروف عن مصادرها وقياسها ومنهجيّاتها؟
وقالت “إن تسييس الإحصاءات أمرٌ لا مفرّ منه ولا يمكن تجنّبه تقريبًا. لكن الصحفيين كمستهلكين وناشرين للإحصاءات يجب أن يكونوا أكثر دهاءً في حصولهم على هذه البيانات واستخدامهم لها”.
وتخشى “غرينهيل” من أن يخدم الصّحفيون بدون قصد التحريفات الإحصائيّة ذات الدّوافع السياسيّة التي تؤدّي إلى “نتائج سياسيّة عكسيّة”.
كانت “غرينهيل” مستشارةً للبنك الدّولي ومفوَّضةَ الأمم المتّحدة السامية لشؤون اللاجئين ومحللةً في وزارة الدّفاع الاميركية. وهي تعمل على كتاب جديد يتناول تأثير الشّائعات ونظريّات المؤامرة والبروباغندا وما يسمّى بـ “الأخبار المزيفة” وغيرها من أشكال المعلومات غير الواقعيّة عن السّياسة الدّوليّة.
المقارنة بين مجموعات البيانات
يُعدُّ تقييم أوجه التّشابه والاختلاف بين مجموعات البيانات طريقةً أخرى لتقييم فائدتها في تغطية النّزاعات.
شاركت “رودابيه كيشي”، مديرة البحث والابتكار في ACLED، في تأليف تقريرٍ يقارن بيانات النزاعات من عدّة مصادر معروفة، بما في ذلك قاعدة بيانات الإرهاب العالمي (GTD)، والنظام المتكامل للإنذار المبكّر عن الأزمات (ICEWS)، ومجموعة بيانات فينيكس للأحداث، و مجموعة بيانات الأحداث المُسنَدَة جغرافيًا التابعة لبرنامج أوبسالا لبيانات النزاعات (UCDP GED).
الغرض المعلَن من الدّراسة: “لإظهار كيف يمكنُ لجمعِ [بيانات الأحداث] والقواعد التّرميزيّة وأساليب الإسناد إلى المصدر أن تؤدّي إلى معلومات مختلفةٍ اختلافًا كبيرًا عن العنف السّياسي وتفسير الصراع”. كما نظر الباحثون في البيانات التي يولّدها الإنسان مقابل البيانات الآلية.
ما الذي يجب أن يبحث عنه الصّحفيون؟ ومن بين المؤشرات المتعلّقة بصحّة البيانات، ذكر التقرير ما يلي:
1 – المصادر: “توفُّرُ المصادر الواسعة – بما في ذلك من الشّركاء المحلّيين ووسائل الإعلام بالّلغات المحلية – المعلومات الأكثر شمولاً ودقّةً عن العنف السّياسي والمظاهرات، فضلاً عن العرض الأكثر دقّة للمخاطر التي يتعرّض لها المدنيون في منازلهم ومجتمعاتهم”.
2 – الشّفافيّة: “يجب أن تكون مجموعات البيانات قابلةً للاستخدام حتى يكون من الممكن الاعتماد عليها في التّحليل المنتظم، ويجب أن يتمكّن المستخدمون من الوصول إلى التّفاصيل الكاملة عن كيفيّة ترميز بيانات الصّراع وطريقة جمعها”.
3 – التّغطية والتّصنيف: “التّصنيف الواضح والمتماسك والصّحيح مهمٌّ للمستخدمين لأن النزاعات ليست متماثلة: تختلف أحداثُ الاضطراب في تكرارها وتسلسلها وشدّتها”.
“بعض الناس يقولون إن البيانات بيانات وهذا كلُّ ما في الأمر. من المهم أن نتذكّر أن هذه مشاريع مختلفة، تتبّعُ منهجيات وتعريفات مختلفة، وعادة ما تعتمدُ نظامًا معيّنًا. انتبهوا إلى المصادر التي تستخدمها مجموعات البيانات. فهذا يُحدِثُ فرقًا كبيرًا”.
ونصحت “كيشي” المبتدئين بتعلُّم برامج بسيطة مثل “تابلو“، وهي أداة تحليلية يمكن أن تساعد في إنشاء الخرائط والرّسوم البيانيّة أو البحث باستخدام الجهة الفاعلة أو العنف. هنالك فيديو تدريبي على موقع ACLED.
قدّمت “كيشي” تدريبًا على “تابلو” للشّبكة السّوريّة لحقوق الإنسان،وهي واحدة من شركاء ACLED. وقالت “كيشي” عن الشبكة “إنهم رائعون. سترونهم في بياناتنا”، حيث تقدّمُ الشبكة البيانات بناءً على الأعداد الفعلية للتقارير، بدلاً من الاستنباطات أو التّقديرات.
ومنذ بدايتها عام 2011، جمعت المجموعة أرشيفًا واسعًا من أسماء شهود العيان ومعلومات الاتّصال والشّهادات،فضلاً عن الصّور ومقاطع الفيديو التي يتمّ الحفاظ عليها بدقّة كخلفية للبحوث العلميّة، ولاستخدامها في القصص الإخباريّة، أو لمحاكمات جرائم الحرب في المستقبل.
وقال “فاضل عبد الغني”،مؤسّس المجموعة ومديرها، “إن تزويد وسائل الإعلام بالإحصاءات هو جزء من دفاعنا عن القضيّة”. وهو يشرف على فريقٍ من حوالي 35 متطوّعًا معظمهم في سوريا ولكن بعضهم يعيشون أيضًا في تركيا والأردن ولبنان، حيث لجأوا.
كانت بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدرًا مهمًا للمفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، وتظهر في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن سوريا. توثّق التّقارير الشّهريّة حصيلة القتلى والاغتيالات والهجمات الأخيرة ضدّ المدنيين. وفي كانون الثاني/يناير، كان هنالك معلومات عن انتشار فيروس كوفيد-19.
هدفُ “فاضل” هو إبقاء سوريّا تحت الأضواء. وقال من منزله في قطر: “تجذب القصص في وسائل الإعلام الكبرى مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسي إن إن انتباه الآخرين. وقال “نحن مستعدّون دائما لمساعدة الصحفيين. أرسل لنا رسالة إلكترونية، وأخبرنا بما تعمل عليه، وأخبرنا كيف يمكننا أن نتعاون”.
الموارد الأخرى التي قد تفيد
تقرير ACLED “عشر صراعات مُقلِقة في عام 2021“ يشمل ميانمار وبيلاروسيا واليمن وإثيوبيا والهند وباكستان. تنصح ACLED بالوصول إلى البيانات مباشرة من خلال “أداة التصدير” (Export tool) والحصول على معلومات عن المنهجية تحت “مكتبة الموارد” (Resource Library). هنالك فيديو يشرح للمستخدمين عملية جمع البيانات.
موسوعة الصراع في UCDP: تصف نفسها بأنّها “المزوّد الرّئيسي للبيانات عن العنف المنظَّم وأقدم مشروع مستمر لجمع البيانات للحرب الأهلية، يمتدّ تاريخها لأربعين عامًا تقريبا”. توفّر الموسوعة نظامًا على شبكة الإنترنت لتقديم البيانات بشكل مرئي والتّعامل معها وتنزيلها، بما في ذلك مجموعات البيانات الجاهزة عن العنف المنظّم وصنع السّلام مجاناً.
يقدم معهد ستوكهولم الدّولي لبحوث السلام بيانات عن عمليّات السّلام التي عُقدت منذ عام 2000، والنّفقات العسكرية، ونقل الأسلحة، وعمليّات الحظر.
أدلة المعلومات من مكتبات جامعة جورج ماسون: مصادر للبحث في حلّ النزاعات، وعمليّات السّلام، والصّراع المسلّح، والأمن البشري. يتضمن رابطًا لبناء السلام والأمن البشري ومجموعات بيانات الإرهاب.
منظمة العفو الدّوليّة: تقدّم دورتين مجانيتين عن التحقيقات مفتوحة المصدر بأربع لغات، هي العربيّة والفارسيّة والإنجليزيّة والإسبانيّة. الدورات التدريبية بمثابة دليل لاستخدام أساليب البحث مفتوح المصدر بشكلٍ عمليّ، مع التركيز على الاستقصاء في حقوق الإنسان والمناصرة. تدريب على استخدام الأدوات والتقنيات المتطوّرة، على يد الخبراء ومع تمارين عمليّة.
قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، جامعة ميريلاند: تقدّم نفسها على أنها قاعدة البيانات غير السريّة الأكثر شمولاً للهجمات الإرهابية في العالم. وتضمّ أكثر من 000 200 هجوم إرهابي ابتداءً من سنة 1970.
WomanStats:“تجميع شامل للمعلومات عن وضع المرأة في العالم”. تقوم بتمشيط المؤلَّفات الموجودة وتجري مقابلات للعثور على معلومات نوعيّة وكميّة عن أكثر من 310 مؤشرات لوضع المرأة في 174 بلدًا.
لجنة العدالة والمساءلة الدّوليّة: الغرض المعلن: “تحقيق العدالة في الجرائم التي تؤثر على الفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والإرهاب والاتّجار بالبشر وتهريب المهاجرين”. تعمل على دعم الملاحقات القضائية في 13 بلدًا، وتساعد 37 منظمة لإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
المرصد السوري لحقوق الإنسان: يراقب التّطوّرات السياسيّة والعسكريّة والإنسانيّة في سوريا من خلال شبكة من المصادر داخل البلاد وعلى الصعيد الدولي. تظهر التقارير على موقع المرصد وعلى فيسبوك وتويتر، وغالبًا ما تستشهد بها وسائل الإعلام الكبرى وغيرها من المنظّمات الحقوقيّة.
نُشرت هذه القصّة في الأصل على موقع DataJournalism.com على الإنترنت وأُعيد نشرها هنا بإذن.
شيري ريكياردي صحفية ومختصّة في تطوير وسائل الإعلام، مقيمة في واشنطن العاصمة، عملت مع صحفيين في 37 بلدًا، كان آخرها إثيوبيا وباكستان. عملت محرّرة في صحيفة Columbia Missourian الرقمية، وتدرّس الصّحافة في جامعة إنديانا، وعملت في المجلس الاستشاري لـ Dart Center.